محمد المعين
نظرا للتقلبات الجوية التي تعرفها بلادنا هذه الأيام لاتزال دواوير كثيرة بجماعة امي نولاونبورزازات تعاني من عزلة تامة ، حيث انقطعت كل وسائل الإتصال بالدواوير البعيدة المتاخمة لحدود إقليم أزيلال و التي تبعد بأكثر من 120 كلم عن مدينةورزازات .
دواوير تمزريت،أمزري ، تساوت ، تسكايوالت، إشباكن و غيرها كثير ... تعيش واقعا مريرا منذ التساقطات الأولى التي عرفتها المنطقة بسبب انقطاع الطريق الرئيسية الوحيدة التي تؤدي إلى مركز الجماعة بدوار أكرضو البعيدة بحوالي 40 كلمعبرمسالك جبلية وعرة ، هذا وقد فقدنا الإتصال بالساكنة إثر انقطاع شبكة الهاتف بسبب الإنقطاع المتكرر لشبكة الكهرباء أما شبكة الماء فلا حديث عنها لأنها منعدمة أصلا .
و قد وردني من أحد السكان و الذي تمكن من الوصول إلى مركز الجماعة مغامرا بحياته لتجاوز» قمة تزي نولاون «في ظل استمرار تهاطل الثلوج و صعوبة المسالك بأن الوضع كارثي و ينذر بما هو أسوأ إن لم تتدخل الجهات المختصة و بشكل مستعجل ، حيث تحدث و بنبرة إنسانية مؤلمة عن الوضع الصحي للأطفال و الحوامل والشيوخ و المرضى .و أشار أن المنطقة تعاني نقصا حادا في المواد الغذائية الأساسية كالدقيق و الغاز و السكر والزيت ... وقال بأن التجار يستغلون هذه الظروف المزرية باحتكارهم للمواد الأساسية و بيعها بالزبونية و بأثمنة خيالية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر : كيس الدقيق المدعم ب أزيد من 200 درهم ، قنينة الغاز من الحجم الكبير بثمن 100 درهم ...
و أشار الأستاذ محمد أضار أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس تمزريت بأن الوضع بالمنطقة لا يحسد عليه في ظل استمرار التساقطات و غياب التجهيزات الأساسية و انقطاع الطرق .
و في سياق متصل عبر السيد عبد الله أوجامع عضو جماعي بجماعة امي نولاون و رئيس جمعية» الفرح للمياه المخصصة للأغراض الزراعية بإمينوركأيتزغار« بأنالتساقطات الأخيرة لم تشهد المنطقة مثيلا لها منذ ثمانينات القرن الماضي ، مشيرا أن ارتفاع منسوب مياه وادي » امينورك«و كثرة السيول خلف خسائر فادحة بالمساحات المزروعة و أدى إلى انجراف التربة و اقتلاع الأشجار ، بالإضافة إلى خسائر مادية مهمة مرتبطة بالمحركات و مضخات المياه مضيفا أن المنطقة تحتاج إلى مشاريع مستعجلة لبناء حواجز وقائية و قنوات للري لإنقاذ ما يمكن إنقاده.
و في هذا الصدد عرفت قبيلة كنطولة اهي الأخرى خسائر مهمة ، تتمثل أساسا في انقطاع الطرق بعدما خربت سيول المياه العديد من القناطر خاصة في المحور الطرقي الهام الرابط بين تغزرين و أسكا و الذي انقطع منذ خمسة أيام .
إلى ذلك ، لم يبقى أمام السكان إلا الإنتظار و الصبر و الدعاء لحصول انفراج جوييمكنهم من اقتناء المواد الغذائية الأساسية و الوقوف على حجم الخسائر التي لحقت بممتلكاتهم .