عبد السلام وخلفن ابن امغران .. من تغزرين
ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ، ﺷﻬﺮﺍ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ، ﺗﺴﺠﻞ ﺑﻠﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﺳﻴﻜﺘﺐ ﺑﺄﺣﺮﻑ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ، ﺯﻣﻦ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ، ﺯﻣﻦ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ.
ﻛﻴﻒ ﻻ وإمغران ﺑﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ، ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻞ ﺩﻭﻥ ﺣﻠﻪ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻞ ﺁﺧﺮ ﺩﻭﻥ ﺇﺳﻌﺎﻓﻪ .
ﻛﻴﻒ ﻻ وإمغران ﺑﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ، ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻞ ﺩﻭﻥ ﺣﻠﻪ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻞ ﺁﺧﺮ ﺩﻭﻥ ﺇﺳﻌﺎﻓﻪ .
ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻋﺮﻑ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ، ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﺥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺗﻰ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺠﺪﺩ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ “ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺳﻲ ﻭﺷﻘﻒ ” ﻋﻮﺿﻮﺍ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺑﺎﻟﺤﺴﺪ، ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺏ ” ﻟﺤﺲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻁ ” ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﺏ ”ﺍﻟﺸﻤﺎﺗﺔ ”، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﺸﻤﻮﺥ ﺯﺭﻋﻮﻩ ﻭﺍﺳﺘﻮﻃﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺎﻭﻳﺔ ﻣﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ. ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺭﺩﻧﺎ ﻋﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ، ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺭﻭﻳﺔ ﺿﻤﻴﺮ ﺣﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﺃﻟﻤﺎ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺻﻌﺔ ﺑﺘﺠﺎﻋﻴﺪ ﺯﻣﻦ ﻏﺎﺩﺭ. ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻧﺼﺎﺕ ﻟﻘﻠﺐ ﻣﻮﺟﻊ، ﻟﻘﻠﺐ ﻳﺒﻜﻲ ﺩﻣﺎ ﻓﻲ ﺧﻔﺎﺀ ﺟﺴﺪ ﻣﻬﻠﻮﻙ. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻃﻐﻴﺎﻥ ﺃﺑﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻠﻬﻢ ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺃﺳﻴﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻏﺎﺩﺭ ﻭﻏﺪﺍﺭ ﺃﺗﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ ﻣﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﺣﺸﻤﺔ ﻭﺑﺴﺎﻃﺔ ﺃﻫﻠﻬﻢ، ﻓﻄﻠﺒﻮﻫﻢ ﻭﻃﺎﻟﺒﻮﻫﻢ، ﺭﺟﻮﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﺠﺪﻭﻫﻢ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻨﻌﺪﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﻓﺼﻨﻌﻮﺍ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻮﺍ، ﺑﻨﻮﺍ ﻣﺎ ﺑﻨﻮﺍ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻫﺪﻣﻮﺍ ﻭﻛﺴﺮﻭﺍ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺍﻷﺳﻴﺎﺩ. ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ “ ﻻﺣﺲ ﺍﻟﺼﺒﺎﻁ” ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺜﻞ “ ﺍﻟﻤﺸﺘﺎﻕ ﺇﻻ ﻓﺎﻕ ﺣﺎﻟﻮ ﺻﻌﻴﺐ .” ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻐﺪﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺃﻣﺴﻮﺍ ﻳﺨﻄﻄﻮﻥ ﺑﺘﺠﺒﺮ ﻭﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﺎﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻻ ﺃﻇﻨﻬﺎ ﺗﺤﺴﺐ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ. ﻓﻼ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺳﺎﺋﺪ، ﻭﻻ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﻭﻻ ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻣﻠﻔﺎﺕ “ﺍﻟﺘﺴﻤﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻱ ” ﻟﻤﻞﺀ ﺟﻴﻮﺏ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﺗﻤﺘﻞﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺙ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق