المصدر : ورزازات أونلاين
إدريس أسلفتو
تتساءل ساكنة الجماعة القروية إيمي نولاون بإقليم ورزازات عن الإقصاء والتهميش والعزلة التي طالتهم لسنين عديدة ،ويتساءلون عن مصير المشاريع التي تروج لها الدولة ، وخاصة منها البرنامج الوطني الثاني لبناء الطرق القروية ومشاريع فك العزلة عن العالم القروي، التي تدخل في إطار البرنامج الأولي للتنمية المندمجة للجماعات القروية .
فرغم التحسن الملموس الذي يعرفه العالم القروي إلا أن جزءا كبيرا من الجماعة القروية إيمي نولاون لازال يعاني العزلة خلال شتاء كل سنة، فكمية الثلوج التي شاهدتها المنطقة هذا الموسم تسببت بعزل دواوير أمزري وتاسكوالت وتساوت ودوار إشباكن المنكوب، الأمر الذي فاقم من حجم معاناة ساكنة هذه الدواوير،إضافة إلى ما تعانيه المناطق المذكورة من تهميش وفقر ، دامت لسنوات دون تدخل يُذكر أو تحريك فعال للجان اليقظة من طرف القائمين على المبادرات التنموية.
ظروف مشابهة عنوانها العزلة والإقصاء واللامبالاة حركت مختلف ساكنة الإقليم للاحتجاج أكثر من مرة، كساكنة دوار تاسكوالت التي نظمت مسيرة احتجاجية إلى عمالة ورزازات بعدما ملوا عبارات الوعود بإصلاح الطرق المنهارة المسببة في عزلها عن العالم الخارجي لعقود، كما عبروا أكثر من مناسبة للصحافة والإعلام المحلي والوطني عن التهميش الذي طالهم مُطالبة بالكرامة وفك العزلة .
إلا انه كثيرا ما قوبلت احتجاجاتهم بالقمع واللامبالاة . وفي نفس السياق يتساءل مواطني هذه الجماعة النائية ،عن جدوى انتمائهم للإقليم ورزازات مادامت المسافة التي تبعد عنها الجماعة عن إقليم ورزازات هي أشبه ما تكون بتلك التي تفصل بينهم وبين الورزازين ، من حيت اللهجة واللباس وطرق العيش .إشارة تؤكد أنه لا يمكن فصل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عن الجوانب الثقافية. لذا ينبغي أن توجه الجهود نحو إيجاد حل للمأزق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي تواجهه هذه المناطق الجبلية.
وإذا نجحت الدولة عموما عبر سياستها (السدود، المخطط الأخضر، التنمية البشرية) نجاحا لا غبار عليه حيث ساعدت على محاربة الهشاشة والارتقاء بالفلاحة ، إلا أنها لم تحدث تغييرا نوعيا في مستوى عيش المواطن القروي بإيمي نولاون رغم توظيف إمكانيات هائلة .
و تأكد في السنوات الأخيرة من خلال احتجاجات الساكنة أن المنطقة تعيش وضعية احتقان سوسيو-اقتصادي نتيجة الإقصاء والتهميش والإختلالات التي طبعت تدبير الشأن المحلي.و الملاحظ خلال جولاتنا المتكررة لإيمي نولاون أن اغلب الاحتجاجات تتخذ الطابع الاجتماعي والسلمي مرتكزة على حاجيات الحياة اليومية كالماء، الكهرباء، الغذاء ،السكن ،الصحة والتعليم. وهي القطاعات التي تعاني من هشاشة بنيوية بجل المناطق القروية بإقليم ورزازات.
لقد حان الوقت للدولة وكافة المصالح المعنية على رأسها عمالة إقليم ورزازات،أن تضاعف جهودها لتحسين البنية التحتية للمناطق القروية ،و جماعة إمي نولاون على وجه الخصوص، من خلال بناء المراكز الصحية والمدارس وتعبيد الطرق وإيجاد الماء الصالح للشرب والكهرباء والنظافة والنقل المدرسي وجميع الخدمات اللازمة لضمان كرامة المواطن القروي ، وهذا ليس بالأمر المستحيل إذ أن الإرادة السياسية موجودة لتنمية العالم القروي، مع العلم أن هذه المناطق تتوفر على مؤهلات طبيعية وسياحية هائلة و على موارد بشرية مهمة ستعود بالنفع الكبير للإقليم لطالما توقفت عجلة التنمية فيه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق