
بقلم:وخلفن عبد السلام _كنطولة قريتي
معلومات خطيرة يتداولها الناس تؤكد وجود المخدرات في متناول الشباب في القرى النائية الفقيرة ، وامتداها كذلك الى الطلبة الجامعيين الفقراء ، واصبحت دفاتر الورق الشفاف التي تدعى “تومان” الاكثر مبيعا في المحلات التجارية، وهذا امر مقلق للغاية ، ويدعو للحزن مما يستوجب اعادة النظر في قيم التربية عندنا ، والانتباه لحالة الفراغ، وخلو حياة الفرد من الاهداف الكبيرة ، والطموحات التي يسعى الى تحقيقها في حياته.فابناء القرى النائية كانوا يظلون تحت ضغط الدافع لتغيير حياتهم نحو الافضل ، ويبذلون جهوداً مضاعفة حتى يتمكنوا من مواصلة الحياة وان كانت بشقاء ، ولم يكن الانحراف سبيلاً في مواجهة مشكلة قلة الفرص في الحياة ، كان الفقراء يتجهون الى الداخل ، لتتماسك ارواحهم امام قسوة الظروف ، وان فشلوا في التغيير يضع الاباء احلامهم على عاتق ابنائهم ، وترى البيوت خلية نحل لغاية توفير مصروفات الطلاب ، وتكاليف الحياة اليومية .وتحوطها مختلف انواع الزراعات المنزلية ، وتعنى بتربية المواشي ، والقرى تعج بالانتاج المنزلي.وكان الفقر عاملاً على الجدية ، وصناعة انسان اقرب البساطة ، والتوازن في التعامل مع المجريات ، ولم تكن صعوبة الظروف دافعاً الى الانتحار الفعلي ، كما صرنا نسمع يومياً ، او تفضي الى الانتحار المعنوي عن طريق الادمان ، والتعاطي ومحاولة الهروب من عالم لا يحقق فيه الفرد ابسط احلامه.والتعامل مع قضية انتشار المخدرات وغزوها القرى النائية ليس محصوراً بالجانب الامني على اهميته ، وربما يكون هنالك تقصير مقصود في هذا الجانب،وانما يكمن في اعادة بناء اجيال من الشباب تكون مؤمنة بالمستقبل ، وراغبة في تحقيق ذاتها ، وتمكين الخريجين من البدء بمشاريع صغيرة منتجة ، وفي تقوية الوازع الذاتي على العطاء من خلال تقدير حالات الابداع ، وتبنيها واحداث منافسات حقيقية بين التجارب بهدف ترويج الناجح منها وجعله نموذجاً.ورسالة المسجد من المهم ان تقوى في طمأنة القلوب ، والارواح ، وبث السكينة فيها، والمعلم يجب ان يكون اكثر قدرة واقناعاً بقيم التربية، والثقافة .والاباء والامهات من واجبهم احداث تفاهم بيتي من خلال تفهم نفسية المراهقين، ويمكن للقضاء على عدم جدية الجيل البادية للعيان ، وبعده عن الاهداف الكبيرة ، والنزوع نحو الاستهتار ان تعاد خدمة العلم ، كي ينخرط الشباب بالحياة العسكرية بما تعنيه من تنمية قيم الرجولة ، والشرف. فالحفاظ على الشباب حفاظ على روح الامة ، ونزوع الجيل نحو الاستهتار رسالة سلبية الى المستقبل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق