مدونة إخبارية تنقل كل ما هو جديد من أخبار ومستجدات كنطولة

للتواصل مع الإدارة ..0662254502

Featured Video

الثلاثاء، 25 مارس 2014

مقبرة الأنوثة


المرأة هنا في هذه المنطقة  ليست تلك المرأة التي يتحدثون عنها في نشرات الأخبار تمارس حياتها العملية والمدنية بأنوثتها، هنا تمارس المرأة كل الأعمال الشاقة الخارجية والداخلية غير مكترثة لهذه "الأنوثة" التي تبدو لها مجرد حلم ليست معنية به؛ فهي تستيقظ في الصباح الباكر ـ والباكر هنا يعني ما بين الرابعة و السادسة فجرا كأقصى تقدير ـ وبعد أن تحضر لأطفالها ما يسدون به الرمق عندما يستيقظون.. تخرج هائمة تحت ظلمة الساعات الأولى باحثة عن مكان لجمع الحطب أو كلأ الماشية.. وبعد نصف يوم أو أقل من اليوم بقليل تعود وهي تحمل فوق ظهرها جبلا من الأثقال لكنها ليست أخف من جبال الألم التي في قلبها. رحلة يومية تقطعها الأنثى هنا، لايحول بينها وبين القيام بها إلا أن تفارق الروح الجسد.. فالمرض هنا له معايير أخرى ومقياس الألم مختلف بتاتا عما نعيشه .. فدعك من الحمى ومن نزلة البرد ومرض القلب والكبد والمفاصل .. فمادام باستطاعتها أن تحرك تلك الأعضاء فهي بخير وعافية..
صدقوني إذا قلت لكم أن أكثر من يعاني بهاته المناطق هي تلك المرأة المنسية الغائبة من قاموس مسابقات "خميسة" او غيرها من المهرجانات والمناسبات .. إنها تعاني بصمت وصبر يثق في "المكتاب"، لايهمها أن تكون في الحكومة امرأة أو عشرة .. بل ما يهمها هو كيف توصل أطفالها لبر الامان.. مطالبها ليست ثقيلة وغير مكلفة ولا تحتاج إلى برتوكولات واتفاقيات دولية او وطنية .. إنها تريد حياة كريمة، تريد أن تتعلم حرفة، تريد مستشفى أو حتى مستوصف تلد فيه بأمان عوض أن تلقى حتفها في رحلة عذاب ، إنها تريد أن تعلم أبناءها وبناتها حتى لايلقين المصير ذاته ، إنها تريد أن تبتسم مثل باقي النساء ، تريد أن تسترجع أنوثتها التي أصبحت ترفا للبعض، تريد وتريد .. ولن يكون إلا ما يريد الله : فهل تستطيع معالي الوزيرة بسيمة الحقاوي أن تضع في أجندتها هذه المرأة التي تقاس بعشرات الرجال؟؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More